لغة الأرقام تصف واقع الكهرباء في سورية

كما أهمية الأمن الغذائي أصبح أمن الطاقة في سورية، فالكهرباء هي الرافعة الأساسية لجميع القطاعات في أي بلد في العالم، ومن هذا المنطلق كان قرار الرئيس السوري بشار الأسد بالنهوض بواقع الكهرباء في سورية بعد ما شهده خلال الحرب على البلاد.
سنوات الحرب على سورية جرّت الخراب والتدمير الممنهج من قبل الإرهابيين للقطاعات الحيوية والبنى التحتية ومنها القطاع الكهربائي، فاحتلت التنظيمات الإرهابية المحطات ودمرتها، كما عمدت تلك التنظيمات لضرب جميع خطوط التغذية من المحطات التي لم يتمكنوا الوصول إليها، وبهذا استطاع الإرهاب التأثير بشكل كبير على الكهرباء في غالبية أنحاء سورية.
المواطن السوري بعد كل ما عاناه من انقطاع في التيار الكهربائي، وساعات التقنين المضنية نتيجة تدمير مصادرها، عاد اليوم ليبصر الإنارة غير المنقطعة مجددا منذ حوالي عام ومع استعادة الدولة السورية السيطرة على غالبية المحطات الكهربائية والبدء بترميمها.
 
حيان-سليمانفي لقاء خاص لموقع قناة المنار مع الدكتور حيان سلمان معاون وزير الكهرباء السوري، أضفى على ما رصده موقع المنار من واقع مُعاش، أرقاماً تشير إلى حجم التكلفة وحجم الصمود السوري في وجه الهجمات الممنهجة التخريبية من قبل الإرهاب، على مولدات ومصاد الطاقة.
 
سلمان وخلال اللقاء أكد أن الطاقة الكهربائية بدأت تعود الى ما كانت عليه تدريجيا في سورية وأن الخسائر رغم حجمها الهائل إلا أنها لم تتمكن من إيقاف عجلة العمل في إعادة التيار الكهربائي إلى كافة المجالات والقطاعات التي تقوم عليه في البلاد.
 
تكاثفت الجهود بين الدولة السورية والدول الصديقة مثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وروسيا الاتحادية، فأثمرت هذا الاستقرار في التيار الكهربائي بعد تلك الضائقة الكبيرة.
 
انتاج سورية قبل الحرب كان يصل 7500 ميغاوات، لكنها وصلت في بعض سنوات الحرب إلى 700 ميغاوات، حيث أكد معاون وزير الكهرباء السوري أن الخطط المبرمة والممنهجة تمكنت من إحداث هذا الضرر كله، حتى أن الأمر وصل لأخذ الإرهابيين لأعمدة الكهرباء وبيعها على شكل خردة. ولفت ان هناك محطات تعرضت للتدمير الكامل كمحطة دير الزور ، وأخرى للتدمير الجزئي كمحطة تشرين ومحردة.
وباللغة الرقمية تحدث سلمان:
 
-محطة توليد حلب كمثال، تنتج حوالي 1250 ميغاوات تكفي لحلب وغيرها، وتكلفة إعادة هذه المحطة إلى ما كانت عليه في عام 2010 تصل 600 مليون يورو، مشيراً انه تم سرقتها من قبل الحكومة التركية.
 
-خسائر الكهرباء في سورية تتجاوز 4000 مليار ليرة سورية أي اكثر من 5 مليار دولار.
 
-خبرات الكوادر الوطنية تمكنت من استخلاص حلول إبداعية بمتابعة مباشرة وتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء، ووزير الكهرباء في سورية، حتى وصلت سورية اليوم إلى أكثر من 5000 ميغا وات، وتراجع التقنين الذي وصل في خضم الازمة السورية إلى أكثر من 18 ساعة ، ليضحي اليوم أقل بكثير وفي كثير من المناطق التقنين معدوم أو نادر.
 
يشير سلمان الى ان كوادر محلية بالتعاون مع الاصدقاء قامت ببناء محطات، إضافة لاستخدام محطات الطاقة البديلة، وما كان غريبا لدى كثيرين بناء محطات تعتمد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومنها في منطقة الكسوة، وحمص وغيرها.
 
وأضاف د. حيان سلمان ضيف الموقع، ان هناك مشاريع تم استثمارها مع الدول الصديقة على رأسها إيران بتريليونات الليرات السورية، وأُعيد التيار الكهربائي إلى محطات المياه.
 
مؤشرات الصمود لدى الدولة السورية واضحة من خلال دعم الدول الصديقة والاعتماد على الكوادر المحلية وتطويرها، وهنا باعتبار الحديث عن الكهرباء فقد نوه معاون وزير الكهرباء إلى أن أيران بنت محطة لتوليد الكهرباء في اللاذقية وأمنت كل ما يلزم لها من قطع غيار وصيانة.
 
اللافت في حديث سلمان أن سورية اليوم وخلال ما عملت عليه من تطوير لقطاع الكهرباء، أنجزت جزءا هاما من الخطة الاستراتيجية لعام 2030 وبدأت في حيز التنفيذ، فلا يمكن القبول بالعودة إلى ما كانت عليه عام 2010.
 
وبما ان الازدياد السكاني في ارتفاع، والمشاريع الاستثمارية بدأت فهذا يحتّم زيادة الطلب على الكهرباء، لهذا يتم تأمينه ورفع الانتاج رغم كل ما شهدته الدولة السورية من تخريب على قطاعها الكهربائي.
 
سورية ستفاجئ العالم بأكمله بانتصارها كما ينوه د. حيان سلمان معاون وزير الكهرباء السوري، مؤكداً على أن سورية تدعم قطاع الكهرباء بمليارات الليرات السورية، وتقوم بالتخفيف عن المواطن بما يتعلق بموضوع الشرائح ومراعاة وضع الدخل المحدود لدى المواطنين لمساعدتهم على تحمل تكاليف التيار الكهربائي.
 
 

®إنضم لفريق المتميز للتسوق الإلكتروني
ليصلك كل جديد